الجمعة، 25 ديسمبر 2009

العابد والمعبود .. بين الغريزي والمطبوع .

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده ..

الإنسان هو عبارة عن مجموعة من الغرائز التي فطر عليها ، والطبائع التي يكتسبها ..

ومن المعلوم والمعروف أن الله سبحانه وتعالى جعل تلك الغرائز لأنها لابد أن تكون ولا تستقيم الحياة إلا بها ..

ومن هذه الغرائز هي معرفة الله تبارك وتعالى .. فما من مولود إلا ويولد على الفطرة ...ومن لوازم هذه الفطرة أن كل انسان لابد له من معبود يعبده .. سواء حق أو باطل .. مهما بلغ ومهما وصل لابد له من معبود ..

* فمنهم من يبحث له عن معبود حتى يريح الجانب الروحي الضائع عنده ، فيعبد النار أو الكواكب أو الشمس أو القمر ..

* وهناك من يصل به الغرور والاستعلاء والاستكبار فيعبد نفسه .. فيقدسها ويلبي شهواتها ويصير أسيرا لهذه النفس .. حتى لو ادعى أن ليس هناك إله ويصل إلى درجة الالحاد فهو في هذه الحالة يعبد نفسه .

* وهناك من يعبد الشيطان ويسير وراءه وينصاع له بكل ما يقول ..

* وهناك من يشرك بالمعبود ، فيتخذ مع الله إلها آخر .. ويجعل له معبودات تقربه من الله زلفى ..

* وهناك من يوافق الفطرة السليمة ويعبد الله وحده ولا يشرك به شيئا ، لأن هذا هو الحق والعدل وهو ما تقبله الفطرة وتدلل عليه الدلائل والبراهين ويصدقه العقل ويوجبه الواقع ....

فلابد للروح من هذا الغذاء .. لكن هناك غذاء صالح واحد ليس له بديل ، وأما سوى ذلك فهي أغذية فاسدة ، تقود صاحبها إلى المهالك .. وهذا الغذاء الصالح له طريقة محددة في تناوله تتمثل في اتباع سنة رسولنا وحبيبنا محمد عليه أفضل الصلاة وأزكى التسليم .. فلابد أن نكون في تناول الجرعات متبعين مهتدين .

فاذا احسنت تغذية هذه الروح انعكس ذلك على سائر البدن ، فطوبى لصاحبها ما يجنيه من السعادة والراحة والطمأنينة والأنس بالله والتوفيق في الدنيا والآخرة .

نسأل الله بأسمائه الحسنى وصفاته العليا أن يؤتي نفوسنا تقواها وأن يزكيها فهو خير من زكاها .. والسلام عليكم ورحمة الله ..اختكم المحبة : شيخة العرب .