الخميس، 13 أغسطس 2009

إلى أفراد مجتمعي مع التحية .

بسم الله الرحمن الرحيم




الحمد لله رب العالمين .. والصلاة والسلام على الرحمة المهداة للبشر أجمعين .. سيدنا محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين .. وبعد ..





فالحمد لله الذي كان بالمؤمنين رحيم ، سامع دعاء المضطرين ، وكاشف الغم عن المكروبين ، يبتليهم فيأتيهم بالفرج المبين ، جاعل كل محنة منحة للمبتلين ..





كلنا يعلم أن من رحمة ربنا بنا أنه اذا احب عبدا له ابتلاه .. فاذا اشتد عليه الابتلاء وضاق وقال العبد .. ياااا الله .. أتاه الفرج واذا به أقرب إليه من حبل الوريد ومن طريق لم يخطر على باله ..



ومن أشد تلك الابتلاءات واقساها .. أصحاب الأمراض النفسية ..



ذلك لأنهم وحدهم يعانون .. وفي داخلهم يقاسون .. ولا يمكن لغيرهم من البشر أن يتصور مقدار وحجم الألم الذي في داخلهم ..

تخيلوا معي لو كان عقلك يحاربك ويعاديك ..

شيء لا يمكن للواصفين وصفه .. ولا للكاتبين خطه .. ولا للشعراء نظمه ..

والله إن ألمهم لهوأشد عليهم من قطع أعضائهم من دون مهدأ ولا مسكر ..



اختارهم الله من بين البشر ليبتليهم .. فارتضوا من ربهم هذا الابتلاء ..



يظلمهم البعض بأنهم بعيدون من ربهم ولو كان عندهم ذرة يقين لما مرضوا .. ولكنه مرض كسائر الأمراض .. خلل يوجد في خلايا المخ يسبب لهم أمراضا عصابية وتفكيرا زائدا عن الحد الطبيعي .. لذلك يصف لهم الأطباء أدوية كيميائية تقلل من إفراز تلك المادة ..



يظلمهم البعض الآخر بأنهم مجانين .. ولكنهم في الحقيقة أشد ذكاء من غيرهم ، متفوقون في دراستهم ، متميزون في نشاطاتهم ، حاصلون على أعلى الشهادات وأفضلها .. لكنه الابتلاء .



يعتقد الناس ان ذهابهم إلى الطبيب النفسي جريمة .. ومراجعتهم له عار على صاحبه .. ولكن في الحقيقة اولئك الظانين قليلوا علم .. يعيشون معيشة متخلفة قاصرة .. فالطبيب النفسي حاله حال اي طبيب اخر ، درس معه في كلية الطب ، وهو تخصص من التخصصات المطروحة في هذه الكلية ..



بل ان الطبيب النفسي ليكون سببا للكثير في تفريج كربهم وتخطي محنهم ومساعدتهم في الصلاة خصوصا لمن يعانون من الوسواس القهري .. ولا يوجد عمل صالح افضل من الذي ذكرت ..



أدعو الجميع في مقالي هذا أن يراعوا من ابتلي بمثل تلك الابتلاءات ، فلعل الله أن يرفعهم بتلك المعاناة وأن يوصلهم إلى درجة قد لا يبلغوها بمزيد صلاة ولا صيام .. وأن يكفوا عن السخرية منهم والتشهير بسمعهم .. فهم لم يذهبوا إلى الطبيب ولم يشكوا إليه حالهم إلا ليتمكنوا من الصلاة لرب العالمين ..وليتمكنوا من مواصلة حياتهم بهدوء واستقرار .



كما وأنني أسئل الله العظيم بأسمائه الحسنى وصفاته العليا أن يرفع البلاء عن كل مبتلي .. وأن يشفيه بحوله وقدرته وأن يعيينه في محنته إنه ولي ذلك والقادر عليه ..



أختكم المحبة : شيخة العرب .

هناك تعليق واحد:

  1. رعاك الرب0000

    كلام يخط بماء الذهب

    لامست جرحاً غائراً

    فلقد اكرمني ربي بوالدة تشتكي الماً نفسي إثر عين لامة

    حماك الرب وتولاك القيوم برعايته

    شكراً بحجم محبتك

    شكراً بملء الفم

    شكراً شيختي وعروبة الشيوخ

    ردحذف