السبت، 15 أغسطس 2009

رمضان ثلاثة أثلاث

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله الذي كتب علينا الصيام كما كتب على الأمم التي قبلنا ، والصلاة والسلام على معلمنا وقدوتنا سيدنا محمد وعلى المقتدين به من الصحب والآل .. وبعد ..

فها نحن بفضل الله ومنته نستقبل شهرا ميزه الله تعالى عن بقية الشهور ، بأن جعله شهر الصيام ..

شهر تتوحد به اهتماماتنا وأفكارنا وسلوكياتنا وحتى عاداتنا ..

يصبح الجوع فيه عند المسلمين لذيذا ، يستقبلونه بشوق وحب ويودعونه بحزن ودعاء من الله بأن يعيده ويكرره ..

هو - والله - منحة مهداة من الرحمن .. وفرصة للتوبة من الآثام .. ووسيلة لقرع أبواب الجنان .. أعد الله للصائمين فيه باب الريان .. ووعد أن يرزق المسلمين الطائعين في آخره عتق من النيران .. فحال البشر فيه إما فوز أو خسران ..

في شهر واحد من بين اثنى عشر شهرا فرض على المسلمين الصيام ، في ثلاثين يوما من أصل 360 .. إنه رقم قليل !!


الفرصة : هي الشيء الذي ينتظر حصوله للوصول إلى غاية مطلوبة .. هي السبيل الموصلة إلى الأهداف وغالبا تكتسي بصفة الندرة والقلة..

فرمضان فرصة للمسلمين .. ولا يغتنمها إلا العاقلون أولوا الألباب ..

رمضان ثلاثة أثلاث .. كل ثلث عشرة أيام

فأوله رحمة ( الثلث الأول ) وأوسطه مغفرة ( الثاني ) وآخره عتق من النيران ( الثالث ) ..

فدعونا نلتزم بتلك الأثلاث ولا نضيعها ..

ففي الثلث الأول يكون الإنسان متحمسا لهذا الشهر الفضيل ، متشوقا للطاعة ، مقبلا على الخير ، كارها للمعاصي ، ناسيا أمور الدنيا الملهية، محافظا على الصلوات في وقتها ، زائدا عليها بالنوافل ، عازما على ختم القرآن ..

وفي الثلث الثاني ، يكون الشهر قد تناصف ، ويحاسب نفسه على تقصيره بما فات ، سعيدا بالأجواء الرمضانية الجميلة ، يشعر بأن الأيام تجري وعليه اغتنامها ،

فاذا انقضى الثلثان الأوليان شعر بقرب انتهاء الشهر الفضيل ، فيتذكر أن الرسول صلى الله عليه وسلم ، كان اذا دخلت العشر الأواخر من رمضان شد مئزره وأحيا ليله وأيقظ أهله ، وهذا حتى لا يكون هناك من سبيل للفتور في هذا الشهر ، فيزيد من جرعات عبادته ، وتكثر طاعته ، ويتحرى ليلة القدر التي هي خير من ألف شهر ، ولأنها ليس لها وقت محدد يجزم بها الانسان ، فانه يجتهد طوال العشر ..

انظروا معي يا اخوان .. ما اجمل هذه العزيمة التي لا تفتر لشهر كاااامل ، فلكل ثلث من هذا الشهر فضل وثواب على المسلم ألا يضيعه ، فاذا التزم هذا الطريق وهذا المنهج في شهر ، فإنه يستطيع تكراره في كل شهر ..

فلا يوجد أي برنامج تدريبي يكون المشاركون فيه في آخر أيام البرنامج نشيطين أكثر من أوله ، فغالبا نجدهم قد ملوا وتعبوا ودخل الفتور على قلوبهم .. إلا هذا البرنامج التدريبي المشرع من الرحمن ، فيكون المسلمون في آخر هذا الشهر أنشط من أوسطه وأوله .

وحتى يكتمل الدرس شرع الله تعالى لنا صيام الست من شوال ، حتى يكون الخير متصلا والدرس حاضرا .

انظروا إلى هذا المنهج الرباني المحكم والدقيق ..

وتذكروا معي أن من رحمة الله عز وجل بنا في هذا الشهر أن منع الشياطين من الاقتراب من المسلمين ، حتى يخف الحمل على المسلم ، ويتبقى عليه مجاهدة نفسه فقط ..

نسأل الله بأسمائه الحسنى وصفاته العليا أن يجعلنا في هذا الشهر من الصائمين .. القائمين .. المصلين .. الراكعين .. الخاشعين ..

وأن يقبل منا صيامنا وصلاتنا وسائر أعمالنا .. وأن لا يردها في وجوهنا يوم القيامة يوم الحسرة والندامة ..

وشكر الله لكم ..

اختكم المحبة : شيخة العرب .

هناك 3 تعليقات:

  1. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    ماشاء الله مدونتج رائعه
    كل الى عليج انج تدونين مقالات أخرى متنوعه
    بالتوفيق أن شاء الله :)

    وكل عام وأنتي بخير
    بمناسبة شهر رمضان المبارك
    تقبل الله منا ومنج صيامنا وقيامنا وصالح أعمالنا

    أمين يارب :)

    أخوج:النور القريب

    ردحذف
  2. وعليكم السلام ورحمة الله

    يزاك الله خير اخي الكريم على هذا الكلام الطيب ،

    شرفني تواجدك بمدونتي .. هذا جدا يسعدني ..

    وان شا الله نكون عند حسن الظن دائما ..

    اختك : شيخة العرب

    ردحذف
  3. ماشاء الله تبارك القيوم

    لافض فوك ولافقدك محبوك

    نسج مؤثر ايتها العزيزة

    واهنئ قلبك النبيل بمناسبة قدوم الشهر

    جعله الله عليك رحمة ومغفرة وعتقاً من النار

    إلى الأمام وعين الله ترعاك

    ردحذف