الأحد، 7 يونيو 2009

موقف لا ينسى .


موقفي هذا يبين لي كيف أن الله تبارك وتعالى إذا كان مع العبد فإنه يكفيييه ، وكيف أن من ترك شيئا لله عوضه ربي خيرا منه ،
لا أستطيع أبدا إزاحة تلك الذكرى من مخيلتي عندما كنت بتوي سعيدة بتخرجي من الثانوية بمعدل 98 % وقد اجتزت كل امتحانات القدرات التي تعمل للجامعة من انجليزي ورياضيات من أول مرة ، تفاجأت بدخول والدتي الحبيبة إلى المستشفى ومكثت فيه مدة 4 أشهر كاملة ، كانت هي نفسها الأشهر التي تعد فيها الأوراق لدخول الجامعة ..

إنها أهم مراحل عمري ، لأن فيها يكون اختيار المصير ، خصوصا وأن الجامعة كانت مفتحة أبوابها لي فبوسعي ولله الحمد دخول أي كلية شئت واقبل قبولا فوريا ..
في هذه الفترة كنت أشعر بحااجتي الشدييدة للعلم الشرعي ، فقد كنت جاهلة حينها بديني وأشعر والله برغبتي بتعلم العلم الشرعي كحاجتي للطعام والشراب .. فلم أجد حولي مصدرا للتعلم الصحيح المنهجي إلا كلية الشريعة ،،
لكن تفاجئت بأن من حولي ضدي ، الكل كنت استطيع تجاهله عدى أبي ..

لم يكن يرضى لي الا الكليات العلمية وكانت رغبته تنحصر بكلية الطب أو الهندسة ..
كنت وقتها أحب العلم ولكني لم تكن لي الرغبة في ذلك .. فحاجتي للعلم الشرعي والله يا اخوان كانت تمنعني من التفكير في غيره ..

جاء اليوم الذي اذهب فيه لتسجيل رغباتي .. كانت الورقة أمامي بيضاء .. لم أستطع حينها أن أختار إلى أين أذهب .. أفكر بمستقبلي من جهة .. وبأمي المريضة حبيبتي من جهة .. وبرغبة أبي من جهة أخرى ..

عندما ركبت السيارة .. اخترت الشريعة ..

وصلت إلى البيت وأنا خائفة من أبي .. لا أريد أن أشعره بخيبة أمل ..

دخلت عليه وإذا به في آخر ركعة من صلاته .. جلست بجانبه أنتظره يفرغ من الصلاة ..

أعطيت والدي الورقة وقلت له : أنا طالبة في كلية الشريعة ..

فما كان من والدي المعارض لهذه الكلية إلا أن أخذ بيدي وقبل رأسي وقال : أنا فخوووور بابنتي التي إن أصرت على شيء حققت مرادها وسارت في طريقها بإقدام ..

فالحمد لله ربي الذي يسر لي سنوات الدراسة ، فبفضله وكرمه تخرجت من الكلية قبل أقراني وبسنوات أقل وأكرمني ربي بتدريس كتابه الشريف لكل المراحل العمرية سواء الابتدائية أو المتوسطة أو الثانوية وحتى الأمهات .. مع العلم أن مركزي فقط للطالبات من سن 8 - 14 سنة ، لكنه فتح من الله العلي القدير .

فياربي لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك .

هناك تعليقان (2):

  1. ما شااء الله علييج اختييه ،،
    وانا جربت هالشعور ،،إن الله يكون معاج وين ما كنتي
    وييسر لج اموور كثيرة،،هالسنه تخرجت من المدرسة و فعلا فكل خطوه خطيتها كنت استخير الله ، و الله وفقني وله الحمد والمنه ،،مشككوره أختييه ،،مدونتج جداً راائعه و هي تبين مدى وعيج و ثقافتج الراقية ،،دمت بوود ،،و الله يحفظج لاهلج و يحفظهم لج ،،^^

    ردحذف
  2. حبيبتي

    مشكووورة يا سمو الأميره

    تواجدج يشرفني وكلامج شهادة افتخر فيها

    سعدت بهذا التواصل

    اسأل الله أن يوفقني واياك لكل خير

    ردحذف