الاثنين، 8 يونيو 2009

ما منكم فايدة *__*

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خير الداعين وأفضل المربين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ..

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..

أخي القارئ ..

أنت لا تصلح لشيء ..

أنت كثير اللغط واللهو ..

أنت لا تفهم من أمور دينك شيئا ..

لو سألتك ما اسم الممثلين الذين حضروا مهرجان كان الفائت لأجبتني ، ولكن لو سألتك ما اسم الصحابة الذين حضروا غزوة أحد لما أجبتني ..

آخر ما تهتم به هي أمور دينك ..

لا تهتم بالقراءة .. ولا تحرص على تثقيف نفسك ..

بمعنى آخر : أنت فاشل ..






ما هي ردة فعلك وأنت تقرأ هذه التحليلات؟؟

بل ما هي مشاعرك وأنت تواجه كل هذه الجمل الناقدة لحالك ؟؟

ألم يعتريك شعور بالخروج من الموضوع ؟؟





للأسف يا اخوان نحن نعيش في أمة تبث سموم الاحباط بين أبنائها ، لو كان الإنسان متميزا وفاعلا لكنه أخطأ في جانب معين ، فإن من حوله يتناسون هذا التميز ويركزون على هذا الخطأ ..

بيئة تحطم الهمم ، وتهد العزائم ، وتنشر اليأس في النفوس ..


وكنتيجة حتمية لهذه البيئة المؤثرة في أبنائها جيل بعد جيل .. ظهر لنا بعض المحبطين الذين - وللأسف - يحتلون مكانة مهمة في المجتمع ..


المؤلم لو كان هذا المحبط وهذا المتأثر هو شخص تصدى للدعوة ، وارتدى عمامة الداعين ، وقيل قبل اسمه شيخا ، ولقب عند مجتمعه واعظا ..


فور أن ينتهي من حمد الله والصلاة والسلام على رسوله يرفع أصابع الاتهام في وجه أبناء مجتمعه ..


فيشعر الجالس أنه لن يدخل أبدا الجنة .. ويظن السامع أن النار قد أعدت له ..

شعاره في الوعظ الانتقاد ..

منذ أن يبدأ وحتى ينتهي ينتقد ..


لا أعني أنه من المفروض ألا ينصحون .. هذا خطأ ..

لكن أسلوب الطرح له دور كبير في التأثير ..


هناك من أزال الترغيب من قاموسه واقتصر واكتفى على الترهيب .

هناك من يظن أن مجتمعه لا يملك أدنى بذرة خير في أفراده .. وأن الخير فقط في من هم مثل هيئته وحاله ..


إخواني ..


إن الناس قد تعبوا من هذا الأسلوب .. وملوا من هذا الحال .. هم بحاجة إلى من يدفعهم إلى الخير لا من يبعدهم عنه ..

بعض المسلمين من وصل به الحال إلى الظن أن الإسلام الحق لا يمكن الوصول إليه ..

وأنه حتى يدخل الجنة من المفروض أن يكون صحابيا ...


النفس البشرية يا اخوان تتأثر بالترغيب أكثر من الترهيب ..


مرت علي طالبة في المرحلة الثانوية أصيبت بالفزع والهلع وجاءتها نوبات خوف وفوبيا قوية لأنها فقط حضرت درس واحد لمعلمة خاطبتهم بأسلوب الترهيب ، وألقت على مسامعهم كلمات عن الموت في حد لا تستطيع فهمه ..


صديقتي المقربة في آخر رحلة عمرة لها قررت الالتزام ، لكن من سوء حضها حضرت درس لواعظة تتصف بنفس الصفات التي ذكرتها ، تقول : لقد شعرت باليأس الشديد والإحباط وخالني شعور أنها فقط في العالم التي على حق ودين ونحن لا نستطيع أبدا الوصول إليها ..

أنا لا أرى أبدا أنه من الحكمة أن نجعل خطاباتنا تقتصر فقط على :

1- ذكر سلبيات الآخرين بصورة لا تنتهي .

2- التنفير والترهيب في الطرح .


أنا أدعو الجميع إلى مخاطبة الدوافع النبيلة في نفوس البشرية ، والعمل على اكتشاف بذرات الخير وإن قلت وصغرت المكنونة في أعماق المتلقين والحرص على تضخيمها وإبرازها ، وإظهار حسن الظن بهم فهم مسلمون ..


في هذا المجال تهمنا آراءكم ..

وشكر الله لكم ..

أختكم المحبة \ شيخة العرب .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق