اخواني وأخواتي :
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
دائما الفوقية تدل على السمو والرفعة وعلو المكانة .
وعلى عكسه السفل أو التحتية فهي تدل على الدنو والقلة .
معنى سؤالي الذي عنونت به موضوعي هل تنظر دائما إلى من هم فوقك أم إلى من هم دونك أم من هم في مستواك ؟؟
أنت تعيش بين ثلاث مستويات لا رابع لها .
فكر معي قليلا في الإجابة قبل أن أذكر لك ما لدي .
النظر المراد هنا هو ذلك النظر الذي يكون معه مقارنة مع حالك .
الأمور التي تنظر إليها تنقسم إلى قسمين لا ثالث لهما ؛
القسم الأول : أمور دينية ، كالعبادة والصلاة والخشوع وقراءة القرآن وكل ما يتعلق بالروحانيات ويهتم بالعقيدة والآخرة .
والقسم الآخر : هو أمور الدنيا ، من مسكن وملبس وعيش ورزق ومال وولد وجاه وغيرها .
فأما القسم الأول فأنا أوصيك أن تنظر فيه إلى من هم فوقك ومن هم أعلى منك في عبادتهم لربهم وتقربهم إليه ، حتى يقل عملك في نظرك وتتهم نفسك بالتقصير ويشتعل في داخلك وهج المنافسة بالحسنى ، فتحاول سلك طريقهم والتغلب عليهم ، وتتخذهم لك قدوات صالحات .
وأما القسم الثاني فتنظر فيه إلى من هم دونك ، فإذا شكوت من مرضك فانظر إلى أصحاب الابتلاءات الذين هم طريحوا الفراش ، وحرموا من أهم الحواس ، وإذا شكوت من صعوبة عملك فانظر إلى من فارق البلاد وترك الأهل والأصحاب ليجمع له مالا لا يشبع كافة الحاجات . وإذا شكوت من ضجر الدراسة فانظر إلى من قد حرموا من العلم والشهادات وتشردوا في الشوارع والطرقات .
وهكذا .
فبهذه الطريقة تشتغل بدينك الذي فيه صلاح دنياك وآخرتك ، وتقنع بما عندك فتكون للرحمن شاكرا ، وللهموم والمحن صابرا .
شكر الله لكم حسن قراءتكم وبارك لكم فيما عندكم ووفقكم لصالح الأعمال .
اختكم المحبة لكم : شيخة العرب 
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق