الاثنين، 9 مارس 2009

ليالي العفاسي الفبرايرية .

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله الذي سخر لهذا الدين أناسا صالحين ، واصطفى له من يذود عنه من الخيرين ، وأصلي وأسلم على المبعوث رحمة للعالمين ، سيدنا محمد خير الأ،بياء والمرسلين وعلى آله وصحبه أجمعين .

أما بعد .

فشهر فبراير هو شهر مهم لشعب الكويت ، بالتأكيد لأن فيه ذكرى الاستقلال والتحرير . لذلك يقام في هذا الشهر من كل عام مهرجانا للفرحة ألا وهو : ( هلا فبراير ) .

ومن الوسائل المقامة للتعبير عن هذه الفرحة حفلات تقام في المسارح ، تدفع الأموال الهائلة لدعوة أشهر المغنيين من مختلف العالم العربي .

في هذا العام بالذات حصل شيء جديد ، للكويت هو مفيد ، وفيه من الفرحة ما يكفي للمريد ، وبعيد عن كل ما فيه شبهة أو أمر مريب .

اقتحم الشيخ مشاري راشد العفاسي تلك المسارح التي احتكرها المغنون ، وقدم حفلات بالمجان ، بعيدة عن الصخب والآثام .

على نفس خشبة المسرح اعتلى الشيخ العفاسي ، صاحب الصوت الشجي المؤثر .

كان الحضور كثييفا ، الحفلة كانت في تمام الثامنة ، والناس حجزوا مقاعدهم منذ الثالثة عصرا ،

أعجبني حب الشعب الكويتي للحلال ، وحرصهم على الدين وحبهم للخير وإنكارهم للمنكر .

كان الجمهور سعيدا متفاعلا بل إنهم أكملوا على الشيخ أناشيده وغنوا معه وشجعوا وهللوا ز

ومما أثر في الجميع نزول دمعات ذلك الشيخ القدير حينما أنشد عن الأم في نشيدته الرائعة ( لا عاد ) فلم يستطع إكمال النشيدة ونزلت منه دمعات غالية ، وكانت أمه مع الجمهور .

من أعظم النعم حينما يكرم الإنسان بولد صالح يرفع رأسه ويعلي شأنه ويكون صدقة جارية له .

ماذا قال ربنا لنوح عليه السلام الذي ابتلي بابنه الكافر ، قال وقوله الحق : ( إنه عمل غير صالح ) .

نعم فالولد البار هو عمل صالح ينفع صاحبه في دنياه وآخرته .

لذا يا آباء ويا أمهات لا تتهاونوا بما عندكم من أبناء ، ادعوا لهم بالصلاح والهداية ، ادعوا لهم أن يكونوا دعاة لهذا الدين ، علماء ربانيين ، ينفع الله بهم الإسلام والمسلمين .
كنت دائما أعتبر الأناشيد قضية ثانوية للتسلية فقط ، ولكن حفلة الأمس بينت لي ما فيها من الصد عن الحرام والاكتفاء بالحلال مع الحرص على الكلمات النافعة والحكم القيمة .

الشيخ العفاسي حرص على الالتزام بقيم هذا الدين ، فلم يتنازل عنها لأجل الجمهور كما فعل البعض ، فالتزم بما يرضي الرحمن ، ولم يدخل إلى أناشيده ما يسمى بالايقاع والمؤثرات والموسيقى لزعمهم أنها تجمل الألحان ، فما كان إلا أن بارك له ربه بهذا العمل ، وأقبل عليه الناس من كل فئات المجتمع ، وغدا هذا الإنسان علم من أعلام الكويت .

نسأل الله العلي الكريم بأسمائه الحسنى وصفاته العليا أن يتم على بلادنا نعمة الأمن والأمان ، وأن يرفعها بسواعد أبنائها الأخيار ، وأن يدفع عنا كل المناكر والأكدار ، وأن يرحم شهداءنا الأبرار .

أختكم المحبة لكم \ شيخة العرب

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق