بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي سخر لهذا الدين أناسا صالحين ، واصطفى له من يذود عنه من الخيرين ، وأصلي وأسلم على المبعوث رحمة للعالمين ، سيدنا محمد خير الأ،بياء والمرسلين وعلى آله وصحبه أجمعين .
أما بعد .
فشهر فبراير هو شهر مهم لشعب الكويت ، بالتأكيد لأن فيه ذكرى الاستقلال والتحرير . لذلك يقام في هذا الشهر من كل عام مهرجانا للفرحة ألا وهو : ( هلا فبراير ) .
ومن الوسائل المقامة للتعبير عن هذه الفرحة حفلات تقام في المسارح ، تدفع الأموال الهائلة لدعوة أشهر المغنيين من مختلف العالم العربي .
في هذا العام بالذات حصل شيء جديد ، للكويت هو مفيد ، وفيه من الفرحة ما يكفي للمريد ، وبعيد عن كل ما فيه شبهة أو أمر مريب .
اقتحم الشيخ مشاري راشد العفاسي تلك المسارح التي احتكرها المغنون ، وقدم حفلات بالمجان ، بعيدة عن الصخب والآثام .
على نفس خشبة المسرح اعتلى الشيخ العفاسي ، صاحب الصوت الشجي المؤثر .
كان الحضور كثييفا ، الحفلة كانت في تمام الثامنة ، والناس حجزوا مقاعدهم منذ الثالثة عصرا ،
أعجبني حب الشعب الكويتي للحلال ، وحرصهم على الدين وحبهم للخير وإنكارهم للمنكر .
كان الجمهور سعيدا متفاعلا بل إنهم أكملوا على الشيخ أناشيده وغنوا معه وشجعوا وهللوا ز
ومما أثر في الجميع نزول دمعات ذلك الشيخ القدير حينما أنشد عن الأم في نشيدته الرائعة ( لا عاد ) فلم يستطع إكمال النشيدة ونزلت منه دمعات غالية ، وكانت أمه مع الجمهور .
من أعظم النعم حينما يكرم الإنسان بولد صالح يرفع رأسه ويعلي شأنه ويكون صدقة جارية له .
ماذا قال ربنا لنوح عليه السلام الذي ابتلي بابنه الكافر ، قال وقوله الحق : ( إنه عمل غير صالح ) .
نعم فالولد البار هو عمل صالح ينفع صاحبه في دنياه وآخرته .
لذا يا آباء ويا أمهات لا تتهاونوا بما عندكم من أبناء ، ادعوا لهم بالصلاح والهداية ، ادعوا لهم أن يكونوا دعاة لهذا الدين ، علماء ربانيين ، ينفع الله بهم الإسلام والمسلمين .
كنت دائما أعتبر الأناشيد قضية ثانوية للتسلية فقط ، ولكن حفلة الأمس بينت لي ما فيها من الصد عن الحرام والاكتفاء بالحلال مع الحرص على الكلمات النافعة والحكم القيمة .
الشيخ العفاسي حرص على الالتزام بقيم هذا الدين ، فلم يتنازل عنها لأجل الجمهور كما فعل البعض ، فالتزم بما يرضي الرحمن ، ولم يدخل إلى أناشيده ما يسمى بالايقاع والمؤثرات والموسيقى لزعمهم أنها تجمل الألحان ، فما كان إلا أن بارك له ربه بهذا العمل ، وأقبل عليه الناس من كل فئات المجتمع ، وغدا هذا الإنسان علم من أعلام الكويت .
نسأل الله العلي الكريم بأسمائه الحسنى وصفاته العليا أن يتم على بلادنا نعمة الأمن والأمان ، وأن يرفعها بسواعد أبنائها الأخيار ، وأن يدفع عنا كل المناكر والأكدار ، وأن يرحم شهداءنا الأبرار .
أختكم المحبة لكم \ شيخة العرب
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق