الاثنين، 9 مارس 2009

أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم

بسم الله الرحمن الرحيم .

كيف حالكم جميعا ؟

ها نحن اليوم نعود لكم بموضوع جديد ، إنها تذكرة ، فلعلها تنفع المؤمنين وتفيد القارئين وتشرح صدور الواعين .

فأقول وبالله ربي أستعين :

لا يخفى علينا جميعا عداوة الشيطان لنا وهي عداوة أزلية أبدية وضعها ربي اختبارا وابتلاء لعباده المكلفين وستظل وتستمر هذه العداوة إلى يوم القيامة , هذا المخلوق الذي عصى ربه فسجل بمعصيته تلك أول خطيئة يشهدها التاريخ ، فلم يسجد لرب العزة وقال : ( أأسجد لمن خلقت طينا ) ، واغتر بما خلق منه فقال : ( خلقتني من نار وخلقته من طين ) . فحكم الله تبارك وتعالى أن يهبط هذا العدو الشرير في الأرض ليكون عدوا لبني آدم .

قد يدور في خواطر بعضنا تساؤل ألا وهو : لماذا أمد الله تبارك وتعالى بعمر إبليس ؟!! ولماذا لم يعاقبه فور قيامه بمعصيته ؟؟ ولماذا أمهله الله جل جلاله إلى يوم الدين ؟!!

إنها حكمة من الله الحكيم الخبير الذي يضع الأمور في مواضعها ، الذي يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير ، سبحان ربي وتعالى .

لعلنا ذكرنا إحدى هذه الحكم في بداية الموضوع ألا وهي اختبار وابتلاء بني آدم ، فالله تبارك وتعالى قد ابتلانا بهذا العدو ، وجعله يجري في بني آدم مجرى الدم ، يوسوس له ويزين له الشر ويبعده ويصده عن طريق الخير ، لكن الله عز وجل لم يتركنا هكذا بل أمرنا بمجاهدته والاستعاذة بالله منه ونهانا عن اتباع خطواته ، وبين لنا مكره وأخبرنا أن كيده ضعبف .

من الحكم كذلك من إبقاء إبليس هي حتى يظهر الخير ؛ ذلك لأن الشيء لا يبين إلا بنقيضه ، فالخير لا يظهر إلا إذا ظهر معه الشر حينئذ نستطيع التفريق ، كما وأن الحلو لا نعرفه إلا إذا أذقنا المر .

الشاهد أننا في هذه الحياة نعيش في صراع مستمر مع هذا العدو اللدود الذي يريد أن يغوينا ويوم القيامة يتبرأ من كل من اتبعه ويقول : ( ما أنا بمصرخكم وما أنتم بمصرخي ، إني كفرت بما أشركتموني من قبل ) . نعم هذه هي نهاية كل متبع للشيطان والعياذ بالله .

وعداوة إبليس تظهر بأساليب مختلفة وطرق متنوعة ، فهو إما أن يوسوس بتزيين الشهوات أو بطرح الشبهات .

فهو يعمل على جعل القلوب مريضة بحب الشهوات واتباعها وعبادتها ، حتى تعتاد النفس على المحرمات وتألفها .

لذلك علينا دائما أن نسأل الله ربنا أن يحبب إلينا الإيمان ويزينه في قلوبنا ويكره إلينا الكفر والفسوق والعصيان ويجعلنا من الراشدين .

وإما أن يطرح في قلب الإنسان الشبهات ، وهذا يكون بإنه يحيك في صدره أسئلة مثل من خلق كذا ، من خلق كذا ، حتى يقول من خلق ربك ؟ والنبي عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم أخبرنا أن دواء هذا هو أن نستعيذ بالله وننتهي . فلا نخوض مع تلك الأفكار ولا نستدرج معها .

من عداوة الشيطان كذلك إدخال الهم والغم في قلوب بني آدم ، يقول الحق سبحانه : ( إنما ذلكم الشيطان يخوف أولياءه ) يزرع الخوف والقلق والريبة في نفوس الضعفاء ويدخل اليأس والقلق والهم ويجعل الإنسان يائسا من رحمة الله مسيء الظن به . فالله سبحانه أعطانا الحل فقال : ( فلا تخافوهم وخافون إن كنتم مؤمنين ) فينبغي علينا جميعا إذا طرأت علينا تلك الأفكار أن نتذكر أن هذه من وساوس الشيطان فينبغي ألا نخاف منه بل نخاف من الله القوي المتعال .

مداخل الشيطان كثيرة لذلك نجد النص القرآني المحكم كيف أنه قد نهانا عن اتباع خطوات الشيطان فلم يقل لا تتبعوا الشيطان بل لا تتبعوا خطوات الشيطان حتى يقطع كل طريق لهذا العدو المبين الواضح الجلي .

سبحان ربي الذي وسعت حكمته كل شيء ، الذي لا تخفى عليه خافية ، ينصر المؤمنين ، ويخذل الكافرين ، فهو مع المتقين يؤيدهم ويقويهم فهو حسبهم وكافيهم وهو نعم الوكيل والحسيب والكافي .

نسأل الله بأسمائه الحسنى وصفاته العليا أن يجعلنا من حزبه فإن حزبه هم الغالبون وألا يجعلنا من حزب الشيطان ، وأن يرينا الحق ويرزقنا اتباعه ويرينا الباطل ويرزقنا اجتنابه ، وأن يعيذنا من همزات الشياطين وأن يحضرون . إنه ولي ذلك والقادر عليه .

واعذروني على الإطالة .

أختكم :
شيخة العرب

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق