السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
( جاء رجل إلى الإمام أحمد رضي الله عنه فشكى له قلة البركة في راتبه ، فقال له أحمد : كم تتقاضى شهريا ؟؟ فأجاب : خمسون دينارا ، فقال له : اذهب إلى مسئولك واطلب منه أن يعطيك اربعين دينارا شهريا ، فتعجب الرجل ، كيف تطلب مني أن يقل راتبي وأنا أشكو إليك قلة بركته ، فقال له : اذهب ونفذ ما قلت لك ، وبعد مدة عاد إليه الرجل شاكيا كذلك من قلة راتبه ، فقال له : اطلب من مسؤولك أن يعطيك ثلاثين دينارا شهريا ، فذهب ففعل ، ثم بعد فترة من الزمن عاد إليه الرجل شاكرا الإمام أحمد بأنه الآن فقط أصبح لماله بركه ، فأجابه الإمام الحكيم : بأن هذا هو مقدار عملك الحقيقي )
سبحان الله !!
كثيرا ما نشكو من قلة رواتبنا ، أو تدني مستوى معيشتنا ، أو سرعان فقدان النقود من أيدينا ، ألم نسأل بعضنا هل نحن نستحق هذا المال ؟؟ !!
يقول رسولنا الحبيب صلوات ربي وسلامه عليه : ( لا تزولا قدما العبد يوم القيامة حتى يسئل عن أربع … إلى أن قال وعن ماله من أين اكتسبه وفيم أنفقه ) .
هذا المال نعمة ربي علينا هل أدينا جميعا شكر هذه النعمة ؟؟!!
يتساهل الكثير في قضية التلاعب بالمرضيات والغيابات في أماكن العمل ، جاهلين أو متناسين أن هذا المال نحن مسؤولون عنه يوم القيامة ، لا أدري لماذا هم في ذلك الأمر متساهلون ؟؟!!
ألسنا بحاجة إلى رب العالمين ؟
في كل لحظة في كل نَفَس نحن نحتاج ربنا سبحانه وتعالى ،
لا نريد أن يجعل ربي بيننا وبين قبول دعائنا حجابا ،
كيف لا ويقول سبحانه في حال ذلك الخاسر الذي يمد يديه سائلا مولاه وحاله أن ( ملبسه حرام ومطعمه حرام فأنى يستجاب له )
في بلادنا ولله الحمد معظم قطاعات العمل تكون سهلة ويشكو أصحابها من قلة الأوامر والملل ومع هذا يتقاضون أجورا جيدة ، فلابد من استشعار ضرورة الحرص على أداء الأعمال على أحسن وجه متى طلبت .
فلنحمد الله الكريم الوهاب على نعمة المال التي حٌرم منها الكثيرون ولنحرص على أن لا ندخل إلى أجوافنا إلا ما كان حلالا طيبا ، ولنتقن ما أوكلنا به من الأعمال والمهام ، ولنتق الله ربنا في مصرفنا حيث كان .
بارك الله فيكم على هذا المرور الطيب .
أختكم المحبة لكم \ شيخة العرب .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق