الاثنين، 9 مارس 2009

الحب ؛ بين الإفراط والتفريط ، وبين القبول والرفض .

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين ، جاعل الحب إلهاما في قلوب المحبين ، والصلاة والسلام على حبيبنا سيدنا محمد وعلى آله وصحبه المحبين ..

أما بعد ..

فها أنا اليوم قد عدت إليكم بموضوع جديد ..

الحب ، المحبة ، الألفة ، العشق ، الشوق …

كلمات تعكس مشاعر .. والمشاعر مقرها القلب .

إن الإنسان هو المخلوق الوحيد الذي يحب ويكره ..

الحب هو الدافع لعمل أي شيء وكل شيء . .

المحب هو إنسان سعيد ، لمحبوبه قريب ، وهو دائما في شوق يزيد .

الحب حرفان قليلان مبنىً عظيمان معنىً

إن وسائل الإعلام في عصرنا قد صورت الحب على أنه علاقة وقحة سيئة خبيثة تنشأ في الحرام وتستمر في الظلام ، صورت المحب على أنه وحش مهووس ، وصورت الحبيب على أنه حمل بؤوس .

فجعلت المجتمع يتيه بين فريقين ، ويتخذ كلا منهم قولا من قولين ،

فبات مجتمعنا بين طرفي نقيض .. حائرا بين إفراط أو تفريط ..

فقسم دعا إلى تكذيب قصص الحب بالكلية ، ونفى وجوده ، وحاربه بكل الطرق ، ووصف المحب بأنه ضال مضل .

وقسم قدسه وجعله الغاية والوسيلة ، وأضاع أيامه وسنينه وعمره في الخوض في الحديث عن الحب ، وأنشأ القصائد والغزل ، وجعل الحياة لا طعم لها بلا الحبيب ، ووصل ببعضهم الحال إلى إزهاق أرواحهم .

إن هذا الإنقسام والخلاف لا يدخل فيه :

* حب الله والرسول والأنبياء عليهم الصلاة والسلام ولا حب الصحابة الكرام لأن حبهم عقيدة .

* ولا حب الوالدين والأهل والأبناء لأن حبهم غريزة .

* ولا حب الأصحاب لأن حبهم طبيعة .

إنما قصدت ذلك الحب الذي يكون بين الرجل والمرأة .

وموقفنا في كل شيء هو التوسط والاعتدال ،

فلنفترض أن هناك حبيبان ،

الأول : ترجم حبه بصورة طبق الأصل من تلك التي تعرض في الأفلام وتصاغ في القصص والروايات ، ( فعاش الدور ) واعتبر نفسه القيس وحبيبته ليلى ، أو أنه عنترة يجاهد لعبلة .

أما الحبيب الآخر : فأحب لكنه اتقى الله في الحبيب فترجم حبه في عدة أمور :

* أنه أخذ يدعو لها بظهر الغيب بأن يرعاها الرحمن ويحفظها من كل مكروه .

* أنه حفظ نفسه لأجلها وحافظ عليها كحفاظه على الجوهرة الثمينة المصونة .

* أنه استخار الرحمن واستشار أولي الأولباب .

* أنه سعى للارتباط بها بما يرضي الله تبارك وتعالى .

* أنه أحب لها ما أحبه لذاته .

* أن يراعي حدود الله ، ويتق الله في بصره ومسمعه ولسانه وكل فعله .

إذا ، الحب بمعنى المشاعر التي في القلب لبست بحرام ولكن ما يحاسب عليه الإنسان هو السلوك الذي يترجم فيه ذلك الحب ، فإما أن يكون حسنا وإما أن يكون باطلا .

تلك كانت وقفتي ،

فالله ربي أسأل أن يوفقنا لهديه وأن يرينا الحق حقا ويرزقنا اتباعه وان يرينا الباطل باطلا ويرزقنا اجتنابه .

شكر الله لكم وبارك لكم فيما قرأتم .

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

أختكم ، شيخة العرب

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق