بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين ، جاعل الحب إلهاما في قلوب المحبين ، والصلاة والسلام على حبيبنا سيدنا محمد وعلى آله وصحبه المحبين ..
أما بعد ..
فها أنا اليوم قد عدت إليكم بموضوع جديد ..
الحب ، المحبة ، الألفة ، العشق ، الشوق …
كلمات تعكس مشاعر .. والمشاعر مقرها القلب .
إن الإنسان هو المخلوق الوحيد الذي يحب ويكره ..
الحب هو الدافع لعمل أي شيء وكل شيء . .
المحب هو إنسان سعيد ، لمحبوبه قريب ، وهو دائما في شوق يزيد .
الحب حرفان قليلان مبنىً عظيمان معنىً
إن وسائل الإعلام في عصرنا قد صورت الحب على أنه علاقة وقحة سيئة خبيثة تنشأ في الحرام وتستمر في الظلام ، صورت المحب على أنه وحش مهووس ، وصورت الحبيب على أنه حمل بؤوس .
فجعلت المجتمع يتيه بين فريقين ، ويتخذ كلا منهم قولا من قولين ،
فبات مجتمعنا بين طرفي نقيض .. حائرا بين إفراط أو تفريط ..
فقسم دعا إلى تكذيب قصص الحب بالكلية ، ونفى وجوده ، وحاربه بكل الطرق ، ووصف المحب بأنه ضال مضل .
وقسم قدسه وجعله الغاية والوسيلة ، وأضاع أيامه وسنينه وعمره في الخوض في الحديث عن الحب ، وأنشأ القصائد والغزل ، وجعل الحياة لا طعم لها بلا الحبيب ، ووصل ببعضهم الحال إلى إزهاق أرواحهم .
إن هذا الإنقسام والخلاف لا يدخل فيه :
* حب الله والرسول والأنبياء عليهم الصلاة والسلام ولا حب الصحابة الكرام لأن حبهم عقيدة .
* ولا حب الوالدين والأهل والأبناء لأن حبهم غريزة .
* ولا حب الأصحاب لأن حبهم طبيعة .
إنما قصدت ذلك الحب الذي يكون بين الرجل والمرأة .
وموقفنا في كل شيء هو التوسط والاعتدال ،
فلنفترض أن هناك حبيبان ،
الأول : ترجم حبه بصورة طبق الأصل من تلك التي تعرض في الأفلام وتصاغ في القصص والروايات ، ( فعاش الدور ) واعتبر نفسه القيس وحبيبته ليلى ، أو أنه عنترة يجاهد لعبلة .
أما الحبيب الآخر : فأحب لكنه اتقى الله في الحبيب فترجم حبه في عدة أمور :
* أنه أخذ يدعو لها بظهر الغيب بأن يرعاها الرحمن ويحفظها من كل مكروه .
* أنه حفظ نفسه لأجلها وحافظ عليها كحفاظه على الجوهرة الثمينة المصونة .
* أنه استخار الرحمن واستشار أولي الأولباب .
* أنه سعى للارتباط بها بما يرضي الله تبارك وتعالى .
* أنه أحب لها ما أحبه لذاته .
* أن يراعي حدود الله ، ويتق الله في بصره ومسمعه ولسانه وكل فعله .
إذا ، الحب بمعنى المشاعر التي في القلب لبست بحرام ولكن ما يحاسب عليه الإنسان هو السلوك الذي يترجم فيه ذلك الحب ، فإما أن يكون حسنا وإما أن يكون باطلا .
تلك كانت وقفتي ،
فالله ربي أسأل أن يوفقنا لهديه وأن يرينا الحق حقا ويرزقنا اتباعه وان يرينا الباطل باطلا ويرزقنا اجتنابه .
شكر الله لكم وبارك لكم فيما قرأتم .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
أختكم ، شيخة العرب
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق