الاثنين، 9 مارس 2009

لطيفة من لطائف القرآن العظيم نقدمها لكم على طبق من فضة لا طين .

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه الطيبين الطاهرين ..

أحمده سبحانه أن منّ علينا بكتابه الكريم وهدانا إلى صراطه المستقيم نسأل أن يجعلنا من المتقين ويحمينا من كيد الشيطان فإنه له عدو مبين .. أما بعد

فحياكم جميعا معي في هذا الموضوع الجديد الذي يتعلق بأعظم كنز وأخير كلام وأثمن دليل ؛ إنه القرآن الكريم .

إن للقرآن نفحات ، وبين أسطره عظات ، لا يعقلها إلا من جعل قلبه وعاءً لتلك الآيات يتلوها آناء الليل وأطراف النهار .


إنها المعجزة الأبدية الخالدة التي كانت وستظل وستبقى دستورا لحياتنا وحياة من بعدنا .. إنه الحق بعينه .. إنه نظام حياة .. إنه شرف لحامله وللعامل بما فيه .

يقول تعالى اسمه : ( إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم ) كل ما ذكر فيه في تطبيقه قوام حياة الإنسان .

لطائف الفرقان كثيرة أحب أن أنتقي إحداها لكي أسطرها في موضوعي هذا :

يقول ربي جل في علاه : ( وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان ، فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون ) .

من المعلوم لنا جميعا أن آيات القرآن الكريم قسم منها قد نزل على الرسول صلى الله عليه وسلم ابتداء من عند الله عز وجل ، وقسم آخر منها نزل بسبب ، وهو ما يسمى بأسباب النزول ،

ومن أسباب نزول الآيات سؤال الصحابة عن حكم شرعي يحتاجون إلى معرفته ،

مثل قوله تعالى : ( يسئلونك عن الأهلة ) ، ( يسئلونك عن المحيض ) ، ( يسئلونك عن الشهر الحرام قتال فيه ) ، ( يسئلونك عن الخمر واليسر ) … وأمثلة كثيرة ، فيتنزل في هذه الآيات جوابا شافيا لكل تلك الأسئلة لأن القرآن الكريم قد نزل فيه تبيان كل شيء .

إلا أن هناك آية عظيمة شريفة لم يذكر الله سبحانه في أولها ( يسئلونك ) ولم ينتظر أن يصدر عن موضوعه سؤال إنما جاء ابتداء من الرحمن الكريم المنان إذ يقول جل في علاه : ( وإذا سألك عبادي عني … )

أنظروا إلى عظم رحمة ربي تبارك وتعالى ، يدلنا إلى طريق قضاء حوائجنا ، يدلنا إلى سبيل نلجأ إليه عند ضائقتنا قبل أن تحل الضائقة .

يرشدنا الرحمن أننا إذا ما أصابنا كرب وضيق وشدة وأردنا أن نلجأ إلى فارج الكرب فإنه : ( قريب ) ، يسمع دعاء العبد ، يعلم حاجته ، يرحم ذله
وقال : ( أجيب دعوة الداع إذا دعان ) بأي لغة كانت وبأي وضعية جاءت .

لا يوجد بين العبد وربه أي حاجز ، لا يحتاج الإنسان إلى واسطة ، ولا إلى شفيع يوصل لله حاجته ويشكي له مصيبته .

نعم إنه الرحمن ، فارج الهم كاشف الغم مجيب دعوة المضطرين .

يجيب دعوة المضطر وإن كان .. كافرا

يسمع دعانا ويعلم حالنا ..

إن الدعاء لهو أسهل عبادة يقوم بها العبد .. إن الدعاء لهو سبب للوقاية من عقاب الله العزيز القهار .. إن الدعاء لهو سلاح المؤمن وسلوة الوحيد المحروم .

ومن عرف الله في الرخاء أجاب الله دعاءه في الشدة والضراء ..

تلك كانت نفحة إيمانية من نفحات كتاب الله العزيز ، والله ربي أسأل أن ينفع بها ويعلي بها الدرجات ويمحو بها السيئات إنه ولي ذلك والقادر عليه .

وإلى لطيفة جديدة بإذن الله تعالى .

وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا وحبيبنا محمد صلوات ما دامت السموات والأرض .

والسلام عليكم ..

أختكم المحبة لكم دائما : شيخة العرب .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق