الاثنين، 9 مارس 2009

أنت سوبر مان ولا المحقق كونان ؟؟

بسم الله الرحمن الرحيم .

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..

كيف حالكم ؟؟

اشتقت لكم واشتقت للكتابة فرغم المشاغل اللي عندي والزحمة اللي برأسي آثرت إني أقتطع من وقتي قليلا ومن أفكار رأسي جزءا لكي أكتب هنا .

موضوعي اليوم هو عبارة عن مقارنة ، وإن لمن أفضل الأساليب عندي في توصيل المعلومات هو هذا الأسلوب .

لنبدأ باسم الله :

إن كل فرقة باطل كان سبب انحرافها هو تقديسها للأشخاص ، بينما أهل الحق لا يقدسون الأشخاص إنما يقدسون رب الأشخاص ويهتمون بالقيم .

دعوني أوضح كيف :

فمثلا اليهود ضلوا فقالوا عزير ابن الله ، والنصارى قالوا عيسى ابن الله ، من شدة غلوهم في حبهم لعيسى عليه السلام أوصلوه منزلة الإله .

كذلك فرقة الشيعة غلوا في سادتهم ، والصوفية في أوليائهم .. وقس على ذلك باقي الفرق .

لذلك رسولنا الكريم عليه أفضل الصلاة أزكى التسليم قطع علينا هذا الباب وأعطانا الدواء قبل أن يحل الداء فقال : ( لا تطروني كما أطرت النصارى عيسى ابن مريم ) ، فبين لنا أهمية عدم المغالاة في ذلك الأمر .

فنحن نحب الرسول صلى الله عليه وسلم ولكن لا نغالي فنوصله منزلة الألوهية ، فإذا كان هذا موقفنا مع سيد البشر فهو مع غيره ممن هم دونه أولى وأحرى .

سأنتقل الآن في حديثي نقلة كبيرة ولكنها لا تزال في داخل إطار المقارنة ، وفي نفس الوقت ذات صلة بعنوان الموضوع ، فأنا لن أبتعد عن موضوعي الأساسي .

دعونا نرى تلك المسلسلات الكرتونية الكثيرة التي يراها الأطفال يوميا . أريدكم أن تلاحظوا فيها شيئا . . قد تقولون ما دخل هذا بهذا ؟؟!! حسنا سأجيبكم :

لنأخذ مثلا مسلسل ( سوبر مان ) أو الرجل الخارق :

ركز فيه مؤلف هذه القصة الخيالية على بطلها ، وهو ذلك الرجل الذي يملك قوى خارقة ويساعد الناس وأنه يعمل صحافيا ، ويخفي شخصيته الحقيقية عن الناس ، وأنه يعمل الخير ويقاتل الأشرار .

انظروا معي الأطفال أي جانب أثر فيهم أكثر ، حب شخصية سوبر مان كشخصية ، أم ما يقوم به من أعمال خير .
الجواب : بالتأكيد أن الأطفال وضعوا جل اهتمامهم بشخص سوبر مان وانبهروا به ، بدليل أنهم يحرصون على تقليده وارتداء زي يشبهه ، والصاق صوره بكل مكان وتقمص شخصيته وهكذا … الخ .

مثال آخر :

المسلسل الكرتوني الشهير ( زورو ) :

نفس الكلام الذي قلناه على سوبر مان ينطبق عليه ، فالأطفال تأثروا بشخصية زورو أكثر من تأثرهم بدوره بمحاربة الأشرار .

وقيسوا على ذلك باقي المسلسلات وأفلام الكارتون . من مثل

فهم في الحقيقة لا يربطون أبناءنا بالقيم بل يربطونهم بالشخصيات . وهذا حصل معنا جميعا ونحن صغار كنا نحب تلك الشخصيات ونتقمصها ونلعب أدوارها .

في إحدى محاضراتي في مادة إعلام إسلامي كان محور حديثنا عن السعي لعمل مسلسل كارتوني هادف للصغار فكان الدكتور يركز في حديثه على التركيز في المسلسل على القيم لا على شخصية الممثلين . بمعنى أن الطفل في نهاية كل حلقة يخرج بقيمة مثل أهمية الصدق ، مساعدة المحتاجين ، الصبر . وغيرها من القيم الهادفة .

هذا ما أردت توصيله .

لذلك ينبغي علينا جميعا أن نكون مقتصدين بإهتمامنا وميلنا لأي شخصية محبوبة محترمة . فمثلا صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم نحبهم ونحترمهم وننزلهم منزلتهم من التبجيل والتقدير وأنهم كانوا في خير القرون ولكن لا نوالي أو نغالي كما فعل أصحاب الضلال فغلوا في حب عليا إلى أن أوصلوه منزلة الإله .

هذا ما يجب أن يكون موقفنا من أي شخصية نحبها ، أن ننزلها منزلتها ولا نغالي ، هذا إن كانت الشخصية على حق ، فالأمر يكون أشد وأمر وأسوأ إذا كانت على باطل ، كتعلق الناس بلاعب معين ، أو مغني مشهور ، أو ممثل أو داعي إلى باطل ، أو .. أو .. أو .. الخ

حتى وإن أحببنا شخصية صالحة وجعلناها قدوة لنا فلنقتدي بها لا لأجلها إنما لأجل رب هذه الشخصية .

هذا ما أردت توصيله في موضوعي هذا ، أتمنى أن تكون فكرتي قد وصلت للجميع ، كما وأتمنى من كل قلبي أن يقرأه أكثر قدر ممكن من أعضائنا الأعزاء فأنا أجد تجاوبا قليلا للأسف . ولكن فيكم الخير والبركة

وأخيرا : أسأل الله بأسمائه الحسنى وصفاته العليا أن يرينا الحق حقا ويرزقنا اتباعه ، وأن يرينا الباطل باطلا ويرزقنا اجتنابه ، وأن يجعلنا دعاة إلى الخير مغاليق للشر ، وأن ينفعنا وينفع بنا ، ويرضى عنا ، إنه ولي ذلك والقادر عليه ,

وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

أختكم :

شيخة العرب

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق