الاثنين، 9 مارس 2009

طفولة مقيدة حريتها مكبلة *_*

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

كيف حالكم جميعا ؟

سأدخل في الموضوع مباشرة :

كل إنسان في حياته يمر بمراحل ولكل مراحل خصائصها واحتياجاتها ، ومن أهم هذه المراحل هي فترة الطفولة .

في هذه المرحلة تتشكل شخصية الإنسان ويكستب فيها معلومات ومهارات وقيما تفيده في حياته ..

ما دعاني إلى التطرق إلى هذا الموضوع هو قضية إحدى الطالبات اللاتي أقوم بتدريسهن في هذا الفصل الصيفي .. إنها محرومة من عيش طفولتها كما يجب .

ليس لأنها لا تملك مالا ..

ولا لأنها مبتلاة بعيب ما ..

لا ..

إنها تعيش في وسط أسرة غنية .. لديها والدين وأسرة ولا ينقصها شيء ..

مشكلتها من ناحية أخرى ..

إن لهذه الطفلة أخت أكبر منها وهي مجبورة بالاعتناء بها ومسؤولة عنها ،

مشكلة اختها انها معاقة ذهنيا ، هي أكبر من طفلتنا بثلاث أعوام تقريبا ولكن مخها مخ طفلة تبلغ العامين .

الطفلة الصغيرة يتحتم عليها أن تلبي كل احتياجات اختها المريضة ، فهي تذهب بها الى الحمام وهيي توكلها وهي تبدل ملابسها وتمسك بيدها وتفعل لها كل شيء ، واذا اخطأت اختها الكبيرة او قصرت في شيء حاسبوا طفلتنا المسؤولة عنها .

انها تأتي معها الى النادي الذي أعمل فيه .. وأراها مسلوبة الحرية ، تأخذها إلى كل مكان .. الأطفال يلعبون اما هي فإنما تلبي حاجاتها وتعتني بها ..

إنها لا تستطيع أن تعيش طفولتها ..

هذا فضلا عن أن اهتمام الأسرة كلها بهذه الطفلة المريضة فالكل يحبها ويسأل عنها ويهتم فيها أما طفلتنا الصغيرة لم تنل شيئا لكونها عاقلة وتفهم .

إنها تحمل مسؤولية أكبر من سنها وطاقتها .

إنها لا زالت طفلة تريد أن تلعب وتحيا مثل بنات سنها .. إنها أيضا تحتاج إلى اهتمام .

إنني أرى البؤس والحزن في عينيها ، انها مهمومة بأختها .

اليوم وانا أشرح للطالبات جاءتني الفتاة المعاقة وفهمت من حركاتها انها تريد الذهاب الى الحمام فنظرت إلى أختها الصغى طالبة منها ان توصلها فوجدت وجهها وقد تغير فقد قطعنا عليها سعادتها وفرحها مضطرة إلى توصيل اختها .

إن تربية هذه الطفلة على تحمل المسؤولية والإحساس باختها المريضة الكبرى ومعاونتها لأمر جيد ورائع ولكن ليس في كل شيء ..

لابد من الإنصاف والعدل في التربية . وإعطاء كل محتاج حاجته ،

فطفلتنا تحتاج أن تمارس طفولتها وتلعب مثل أترابها ،

تحتاج إلى اهتمام من قبل من حولها وإلا فهي حتما ستكره اختها لأنها تعتبرها مصدر إزعاج لها .

أبناؤنا هم غرسنا
، فلنحسن هذا الغرس ، ولنحرص على تربيتهم التربية الصحيحة السليمة ، لأننا غدا بإذن الله سنجني أطيب وأحلى وأعذب الثمار

أشكركم على قراءتكم للموضوع .
اختكم المحبة لكم دائما : شيخة العرب .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق