الاثنين، 9 مارس 2009

الطبيب النفسي .

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

إخواني ..

عندما كنت أتصفح أحد المواقع المتخصصة بالإجابة عن الإستشارات النفسية والإجتماعية الموجهة إلى تربويين موثوقين لا حظت في أكثر هذه الإستشارات أمرا غريبا .

قبل أن أذكر ما لاحظته . أريد أن أذكر طبيعة هذه الإستشارات . إنها تتناول أسئلة مرسلة من الجنسين وأغلبهم من النساء ، هؤلاء المرسلون يعانون من مشاكل نفسية مختلفة في حدتها وأنواعها ومسبباتها ..

الذي لاحظته في هذه الرسائل المبتعثة منهم أن هناك تخوف من قبل النساء من مراجعة الطبيب النفسي . . وأن عندهم الإستعداد لعمل أي شيء إلا الذهاب لهذا الطبيب ، وأن عندهم هذا الأمر من المستحيلات ، على الرغم من حاجتهم الشديدة لهذا الأمر .

أنا أعجب من هذه النظرة المتخلفة الصادرة من قبل مجتماعتنا العربية لمثل هذه العيادات . أنا لا أقصد ولا أعني ولا أكترث بالقلة القليلة من المرتزقة من الأطباء . ولكنني أتحدث عن أولئك الأطباء الذين درسوا في كليات الطب عالية المستوى . ودرسوا وتخرجوا وعينتهم الدولة في مستشفيات الطب النفسي . وهم على قدر من الدين والأخلاق والعلم الراسخ . أنا لا أدري ما هو السبب لوجود هذا الخوف الشديد من أمثال هذه العيادات .

فعلا إنها نظرة متخلفة ، وإنني لا أشك بأن لوسائل الإعلام الدور الكبير في تشويه صورة هؤلاء الأطباء ، وتصويرهم بأناس معقدين يتعاملون مع مرضى مجانين .
كلا .. هذا ليس الواقع .

ينبغي أن يفرق بين المرض العقلي والمرض النفسي .. الأول يتعلق بخلل في عقل الإنسان سواء كان مؤقتا أو دائما وأصحابه هم من يسمون المجانين . أما المرضى النفسانيين هم أناس طبيعين غالبهم أذكياء ومتفوقون في دراستهم ، وناجحون في حياتهم إلا أنهم يعانون من إضطرابات في نفسياتهم زائدة عن الحد الطبيعي الموجود عند جميع البشر .

بمعنى ، أن كل إنسان لابد أن تعتريه حالات من الإكتئاب والخوف والقلق والحزن ، هذا موجود عند كل إنسان ، لكن هذه الحالات تكون عند المريض النفسي أشد وأعمق ،وتكون مدتها أطول ، فهنا في هذه الحالة سموا مرضى نفسانيين لمعاناتهم مع هذه الإضطرابات النفسية الزائدة عن الحد الطبيعي فاحتاجوا التدخل الطبي .

أنا أسعى من خلال موضوعي هذا أن أسهم في تغيير هذه النظرة المتخلفة المتأخرة عند مجتماعتنا .
لماذا الذي يراجع في الطب النفسي يطعن فيه وفي سمعته ، ويستهزأ به ؟؟

أريد تفسيرا منطقيا ..

أنا لا أحب أن أمدح الغرب ولكن الحقيقة أنهم يتعاملون مع هذه العيادات بأسلوب أكثر حضارة وفهم .

لماذا تخاف هذه المريضة من كلام الناس ، وتظل معذبة طوال حياتها مع هذا المرض الذي ابتلاها الله به ، ولا تبذل الأسباب وتراجع الطبيب ؟!!

ينبغي علينا جميعا أن نعلم أن المرض النفسي هو ابتلاء حاله حال باقي الامراض العضوية كالسكري والضغط .

بالتأكيد أن من الأسباب التي تؤخذ لعلاج هذا المرض هي الرقية الشرعية و الإكثار من دعاء الله عز وجل . وهذا لاشك فيه . بل إن هذه الاسباب تتخذ مع كل الأمراض وليس فقط للمرضى النفسانيين لكنها تكون لهم آكد . لكن هذا لا يعني الإستغناء عن الأطباء المتخصصين في هذا المجال . فلو كان عندنا شخصا مريضا بالسكري هل عليه أن يكتفي فقط بالرقية ولا يراجع الطبيب ولا يأخذ العلاج المناسب ؟!!بالتأكيد لا ، لأنه سوف يكون مقصرا في بذل الأسباب . فكذا هو حال المريض النفسي .
ربما تتساءلون عن سبب توجيهي هذا الموضوع إلى الشباب ، واختصاصي لهم بالحديث ، وربما تقولون أين هو السؤال الموجه لهم .

سؤالي يا أخوتي هو : ما هي نظرتكم للفتاة التي عندها ملف بالطب النفسي ؟ بمعنى آخر هل لو أن أحدكم تقدم لخطبة فتاة صالحة وملتزمة وعفيفة ولكنها مبتلاة بمرض نفسي وهي تعالج منه، هل توافق عليها ؟؟
سؤال آخر ، لو أن أختك عانت من مرض نفسي هل تقبل لها مراجعة الطب النفسي ؟؟

وسبب اختصاصي لهم بالحديث أنهم هم من يملكون زمام الأمور في أمور النكاح وغيرها من الأمور .
أتمنى منكم إخوتي الإجابة على هذا السؤال بصدق .

لكنني لا أريد أن أرى في الردود أي سخرية أو استهزاء . فعلينا أن نحترم هؤلاء المرضى ، فوالله إنهم يعانون معاناة لا يعلم بها إلا الله ، وإنه يصل ألمهم إلى درجة أبلغ من المرض العضوي . وربما أنهم يصلون بمرضهم هذا إلى درجة لا يبلغوها بمزيد صلاة ولا صيام .
أسأل الله تعالى أن يشفي مرضى المسلمين وأن يعافيهم .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق